ورقة التأمل الذاتي
Jordan
- Caregivers
- Children
- Disability

صوتي ليس جميل ! أنا اشعر بالخجل لا أستطيع أن اغني أمام احد ! طوال عمري لم أقم بالعزف مرة واحدة على اية آلة موسيقية ! أنا لا أعرف كيف استخدم الالات الموسيقية ولا اعرفهم أسماء الالات حتى !!!! !
Click here to read this post in English.
هذه الاسئلة و الأفكار التي كانت تدور في عقلي في بداية الدورة الموسيقية ف كنت أشعر بمزيج غريب من المشاعر منها الخوف خاصة عندما قمت بحل اول متطلب مني في هذه المادة و هو ڤيديو لطفلين و كانا و كأنهما يتحدثان و لكن بلغة خاصة فيهما ولا يمكن فهمها ! شعرت بالخوف و الاستغراب لأنني لم افهم شيء و لم افهم كيف لي ان احلل هذا الڤيديو ! و أشعرني هذا المقطع بالحماس لاكتشاف هذا العالم الجديد و شعرت ان الموضوع لا يتعلق بالالات الموسيقية ولا بالصوت الجميل حتى !!…
لم أكن متأكدة من مدى قدرتي على الانسجام مع المعطيات في هذه الدورة و خاصة أنني كنت أكمل دراستي للدبلوم و كنت اشعر بضغط كبير انه علي ان أثابر و اتعب لكي اصل و خاصة أنني احب التعلم و احب ان أخوض تجارب جديدة متاكدة انها ستصنع مني شخصا آخر و يطور مني في مجال عملي و اختصاصي .من الناحية التعليمية خاصة وأنني لم أخض تجربة مماثلة من قبل تساءلت كثيرًا في البداية هل سأتمكن من فهم المفاهيم الموسيقية بسهولة او يا ترى هل سأستطيع تطبيق ما أتعلمه بطريقة عملية ومثمرة مع طلابي ؟
كانت هذه الأسئلة تسيطر على تفكيري لكنها لم تمنعني من الاستمرار والمضي قدمًا .في اللقاء الاول في هذه الدورة شعرت بأنني أمام عالم واسع مليء بالتفاصيل الدقيقة تعلمت عن أهمية الموسيقى في التعليم وكيف يمكن للموسيقى أن تصبح أداة تفاعلية تسهم في تحسين مهارات الأطفال وتنمية قدراتهم الإدراكية والاجتماعية .شاهدت ڤيديوهات عدة أثناء اللقاء و كنت ألاحظ كيف يمكن للألحان والنغمات أن تؤثر على مزاج الطفل وسلوكه، مما جعلني أكثر وعيًا بدور الموسيقى في التعليم . مع مرور الوقت بدأت أشعر براحة أكبر و لكن في الضياع في الوقت ذاته خاصة مع تراكم الواجبات و كنت أواجه صعوبة في دراستي إلا أن أدركت أن الأمر سهل و لكن علي ان انظم وقتي و أضع نقطة البداية لأقوم بالإنجاز .
و مع تقدم الدورة شيئا ف شيئا و بكل مرة كنت اقرأ و أتعلم فيها تعلمت العديد من الأنشطة التي يمكنني تطبيقها في حصصي مع الأطفال من بين هذه الأنشطة تعلمت كيفية توظيف الأغاني في سرد القصص وكيف يمكن لنغمة معينة أن تجعل القصة أكثر حيوية وإثارة لاهتمام الطفل وان صوتي ليس من الضروري أن يكون جميلاً حتى ! كما أنني تدربت على استخدام الأدوات الموسيقية البسيطة مثل الطبول الصغيرة والأجراس لخلق بيئة تفاعلية تشجع الأطفال على الاستكشاف والتعبير عن أنفسهم لم تكن هذه الأدوات مجرد وسائل لإصدار الأصوات بل أصبحت أدوات تعليمية تساهم في تحسين التركيز والانتباه وتعزيز المهارات الحركية….
أحد أكثر الأشياء التي أثرت فيّ خلال هذه الدورة هو تعلم كيفية تنظيم وإدارة حصة موسيقية بطريقة فعالة من خلال افتتاح الحصة و الأنشطة أثناء الحصة و حتى اختتامها ، أدركت أن الأمر ليس مجرد تشغيل أغنية وجعل الأطفال يعزفون معها او يسمعونها ، بل هناك تخطيط واستراتيجيات يجب اتباعها لضمان تحقيق الأهداف التعليمية المرجوة. تعلمت كيف أقوم بتهيئة الأطفال نفسيًا للمشاركة وكيف أجعل الأنشطة تتناسب مع مستوياتهم العمرية المختلفة .كما تعلمت كيفية التعامل مع التحديات التي قد تواجهني أثناء الحصة مثل قلة انتباه بعض الأطفال أو شعور البعض الآخر بالخجل من المشاركة او حتى رفض المشاركة وجدت أن الموسيقى يمكن أن تكون وسيلة رائعة لكسر الحواجز، حيث يمكن للطفل الذي يشعر بالخجل أن يعبر عن نفسه من خلال العزف أو التصفيق بدلاً من الغناء. كما اكتشفت أن لكل طفل طريقة مختلفة للتفاعل مع الموسيقى، وعليّ كمعلمة أن أكون مرنة وأجد الطريقة الأنسب لكل طفل لتحقيق أقصى استفادة ممكنة .
مع كل تمرين جديد كنت اقرأ عنه في الدورة كنت ألاحظ تحسنًا في أدائي ففي البداية كنت أواجه صعوبة في تنسيق الأنشطة داخل الحصة لكن مع الوقت أصبحت قادرة على التخطيط بشكل أفضل و تعلمت كيف أنتقل من نشاط إلى آخر بسلاسة دون فقدان انتباه الأطفال وأصبحت لدي القدرة عل ى ضبط إيقاع الحصة بحيث تكون ممتعة دون أن تصبح مشتتة .إحدى اللحظات التي شعرت فيها بفخري بنفسي و بنتيجة تعبي عندما رأيت طلابي يتطورون شيئا ف شيئا .
و عندما طُلب مني تقديم اول حصة موسيقية تجريبية أمام مدربتي كنت متوترة و خائفة من ان أقع بالأخطاء لكنني تذكرت كل ما تعلمته و قرأته وبدأت بتطبيقه خطوة بخطوة جعلت الأطفال يشاركون في الأنشطة وحرصت على أن يشعر كل طفل بأنه جزء مهم من التجربة عندما رأيت تفاعل الأطفال و مشاركتهم أدركت مدى تأثير هذه الدورة على تطوري المهني .
حصلت على بعض الملاحظات من مدربتي و منها ) ان أقوم بدمج الاغاني في حصتي لأنني لم اكن أضع الأغاني ، و أن اخفف من الكلام و من إعطاء التعليمات ، ان اسمح لكل طفل منهم أن يشارك بالطريقة التي يحبها و يرتاح بها و ليس علي ان اجبر اي منهم على ان يقوم بعمل شيء لا يريده ، ان اقبل منهم جميعا مشاركتهم حتى وان كانت خفيفة و ان لم تكن كما أتوقع (حاولت تطبيق هذه الملاحظات في حصصي شيئا ف شيئا و أصبحت اشعر بالفرق و كيف ان أخذ الملاحظات إيجابية كانت أم سلبية مهمة في هذا المجال مهم جدا للتطور و للمضي قدما .
هذه التجربة لم تساعدني فقط على تحسين مهاراتي في إدارة الحصة الموسيقية بل غيرت نظرتي إلى التعليم بشكل عام فأصبحت أكثر وعيًا بأهمية الأساليب التفاعلية في التعليم وأدركت أن التعلم لا يجب أن يكون مجرد تلقين و حفظ بل يجب أن يكون ممتعًا وملهمًا كما أصبحت لدي أفكار جديدة حول كيفية استخدام الموسيقى في تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة خاصة أولئك الذين يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم بالكلمات .
مع نهاية الدورة، شعرت بأنني شخص مختلف تمامًا عن ذلك الشخص المتردد و الخائف الذي بدأ هذه الرحلة لم أعد أشعر بالقلق حيال قدرتي على توظيف الموسيقى في التعليم او خجلي على الغناء و تأليف الأغاني بل أصبحت لدي رؤية أوضح لكيفية استخدام الموسيقى كأداة تعليمية، ولم أعد أراها مجرد وسيلة ترفيهية بل وسيلة للتواصل والتعلم والنمو.
اليوم، وأنا أنظر إلى الوراء، أشعر بامتنان كبير لهذه التجربة التي منحتني اياها هذه الدورة لقد منحتني ثقة أكبر في قدراتي ووسعت آفاقي وفتحت أمامي أبوابًا جديدة من الإبداع أدركت أن التعلم المستمر هو مفتاح النجاح وأن كل تجربة نخوضها تضيف إلينا شيئًا جديدًا يفتح لنا أبوابا اكثر للمعرفة و العلم و التطور والآن أصبحت أكثر استعدادًا لتطبيق ما تعلمته وجعل الحصص الموسيقية تجربة مميزة وملهمة للأطفال الذين أعمل معهم.